علاقة التلميذ بالتوجيه التربوي:
إذا كان التوجيه، كما حدده خبراء منظمة اليونسكو، يتجلى في إيصال الفرد إلى وضع يتعرف فيه على ميزاته الشخصية وينميها من أجل اختيار نوع دراسته ونشاطاته المهنية في مختلف ظروف وجوده بقصد خدمة تطور مجتمعه وتفتح شخصيته في آن واحد، فإن تحقيق هذه المهمة، لن يتحقق إلا باعتبار المدرسة التوجيه جزء من مشروعها التربوي، وجميع الفاعلين التربويين واعون بهذه المهمة ومنخرطون فيها عبر الأنشطة التي يقومون بها سواء المدرسية أو الموازية بهدف تطوير النضج المهني عند المتعلمين. وهو ما يسمح للمتعلمين باستشعار معنى التعلمات التي يتلقونها وبالوعي بالذات وبالمحيط المهني. تحقيق غاية التوجيه، يعتمد بالاساس على عمليتين أساسين:
- إدماج انشغالات الإعلام والتوجيه في المنهج الدراسي
- إرساء شراكة حقيقية سواء داخل المؤسسة أو خارجها، لاسيما مع أولئك الذين يلعبون دوراً أساسياً في بلورة الهوية المهنية والاجتماعية والنفسية والصحية للتلميذ
التوجيه التربوي اذن، عملية فنية تهدف إلى دراسة الفرد واكتشاف دوافعه وميوله واستعداداته، والعمل على تنميتها نحو التعليم والدراسات التي تلاؤمه وتمكنه أن يسير فيها بنجاح، هذه العملية تتطلب مرافقة المحيط بكل مكوناته أساسية لتيسير النضج المهني للفرد، مما يجعل من المدرس والمستشار في التوجيه والأسرة ... أطرافا مساهمة في الفعل التوجيهي.
يهدف التوجيه بشكل عام إلى خدمة الغايات والتوجهات العامة لمنظومة التربية والتكوين. ويكمن اهتمامه بالتلميذ في كونه يهدف إلى مساعدته على اتخاذ القرار الدراسي والتكويني المناسب لمؤهلاته وميولاته، وعلى بلورة مشروعه الشخصي ليكون قادرا على الاندماج في محيطه السيوسيو اقتصادي.
يسعى التوجيه التربوي إذن إلى مساعدة التلميذ على ممارسة مسؤوليته في الإختيارات و اتخاذ القرارات الملائمة خلال مسار حياته الدراسية و المهنية. فالإختيار توافق بين رغبات و حاجات الفرد و خاصيات الشيء المختار.